أخر الأخبار

الحوثي يعتذر مجبراً للطفل “أيهم” الذي واجه ظلمهم

فهمي الزبيري

أثار استياء اليمنيين، مقطع الفيديو الذي التقطته إحدى كاميرات المراقبة وانتشر في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، لاحد عناصر الحوثي وهو يعتدي على الطفل الصغير “أيهم” الذي دافع عن والده، في منطقة دار سلم بصنعاء، بعد رفض والده الذي يعمل في بيع الخضروات والفواكه، دفع اتاوات وجبايات غير قانونية وهو سلوك يومي للمليشيات اعتادت عليه في نهب التجار والمواطنين واصحاب البسطات.

ذهب الحوثيون بقيادة مشاطهم مجبرين أمام الكاميرات معتذرين صاغرين للطفل البطل “أيهم” الذي واجه آلة العنف الحوثية بيده الصغيرة ورفض مع والده دفع أية مبالغ لهذه المليشيات التي نهبت اموال اليمنيين، وان حاولوا التلاعب بالقضية وتجييرها لكن الرسالة وصلت لابناء اليمن بأن هذه المليشيات تتراجع وتنسحب أمام غضب اليمنيين.

تعتري مليشيا الحوثي حالة من الخوف والهلع بعد موجات الغضب الشعبية والمواجهة الشرسة في مختلف المحافظات، وليس آخرها الخروج المهيب في محافظة إب لتشييع البطل حمدي المحكل، حتى الاطفال يواجهون انتهاكات المليشيات، ومحاولاتهم تضليل الرأي العام باتت مكشوفة وظهورهم في وسائل الاعلام لتبييض جرائمهم لن تستطيع أن تغير شيئ في واقع اليمنيين.

اعتذروا للطفل أيهم الذي اعتدوا عليه بوحشية استفزت كل أبناء الوطن، فهل سيعتذرون للاطفال الذين قتلتهم قناصاتهم وصواريخهم وقذائفهم، هل سيعتذرون للطفلة غزلان ذات العامين الذي فصل رأسها عن جسدها.. هل سيعتذرون للطفل اسامة الذي قتلوه بعد تفجير منزلهم ووضعوا المتفجرات والعبوات على جسده الصغير .. وهل سيعتذرون للطفلة ليان التي خرجت لتحصل على قطعة حلوى مع ابيها لتعود قطعة متفحمة بصواريخهم وطائراتهم المسيرة ?

اعتذروا للطفل أيهم .. فهل سيعتذرون لعشرات الآلاف من الأطفال المجندين الذين قتلوا وأصيبوا وشوهوا وفقدوا في المعارك الذي يسوقونهم اليها.. وهل سيعتذرون لمليوني ونصف طفل خارج مقاعد الدراسة بسبب الحرب التي اشعلوها .. وهل سيعتذرون لأكثر من مليوني طفل شردوا قسرياً وهجروا من بيوتهم ويعيشون أصناف الآلام والمعاناة والتشرد والشتات في مخيمات النزوح.

اعتذروا للطفل “أيهم” هل سيقدمون اعتذارهم لآلاف الأطفال الذين قتلوا واصيبوا بسبب الألغام والعبوات التي يزرعونها في الطرقات والمزارع والمدارس .. وهل سيعتذرون لمئات الاطفال الذين فارقوا الحياة بسبب الادوية المغشوشة والمهربة التي تتاجر بها قياداتهم، والاطفال الذين ماتوا بسبب حربهم الممنهجة لمنع اللقاحات وحملات التحصين.

اعتذروا للطفل “أيهم” الذي يعمل والده في بيع الخضروات .. فهل سيعتذرون لملايين الأطفال الذي نهبت مرتبات آبائهم ونهبت مؤسساتهم ومتاجرهم وصادرت ممتلكاتهم .. وهل سيعتذرون لآلاف الاطفال الذين زجوا بآبائهم في سجونهم ظلما وعدوانا .. هل سيعتذرون لملايين الاطفال الذين فقدوا آبائهم في حرب أشعلتها لتثبيت حكم الولاية والعنصرية والطائفية التي رفضها ويرفضها أبناء اليمن .. كل هذه الأوجاع والانتهاكات لن تذهب سدى ولن تسقط بالتقادم .. ولن يترك أبناء اليمن حقوقهم .. صغاراً وكباراً.